الفوضى المالية للأمير أندرو: من أين تأتي أموال المحفل الملكي؟
الوضع المالي للأمير أندرو في سياق فضيحة إبستين: نظرة ثاقبة على دخله ونفقاته وألقابه.

الفوضى المالية للأمير أندرو: من أين تأتي أموال المحفل الملكي؟
ولا يزال الأمير أندرو، شقيق الملك تشارلز الثالث، محط أنظار الجمهور بسبب تورطه في فضيحة إبستين. وعلى الرغم من تراجعه عن الأضواء الملكية الرسمية، فإنه لا يزال عضوا مثيرا للجدل في العائلة المالكة البريطانية، والذي يثير وضعه المالي والشخصي تساؤلات. استقال أندرو من جميع ألقابه، لكنه ظل معترفًا به رسميًا كأمير وهو الثامن في ترتيب ولاية العرش.
منذ فضيحة جيفري إبستين، تأثر التصور العام للأمير أندرو بشدة. لقد واجه اتهامات لسنوات تتراوح بين الاعتداء الجنسي والمعاملات المالية المشكوك فيها. وهو متهم بإقامة علاقات جنسية مع فيرجينيا روبرتس جيوفري، التي كانت قاصرًا في ذلك الوقت. على الرغم من أن أندرو ينفي بشدة كل هذه الادعاءات، إلا أن هناك أدلة كثيرة تشكك في تصريحاته، بما في ذلك رسائل البريد الإلكتروني من عام 2011 التي تشير إلى أن الاتصال بإبستين استمر لفترة أطول مما صرح به.
التمويل ونمط الحياة
من الناحية المالية، يعيش أندرو في وضع متوتر. ولا يحصل إلا على معاش سنوي يبلغ حوالي 20 ألف جنيه إسترليني (حوالي 23 ألف يورو)، وهو ما يعادل دخلًا شهريًا يبلغ حوالي 1667 جنيهًا إسترلينيًا (حوالي 1900 يورو). كما تم سحب جميع مدفوعات المنحة السيادية في عام 2024، مما أثار تساؤلات حول كيفية إدارته لتكاليف الأمن والصيانة والتوظيف المستمرة. ويعيش أندرو بدون إيجار في فندق Royal Lodge في وندسور، وهو عقار كبير، منذ عام 2003 بموجب عقد إيجار رمزي. ويضمن له هذا العقد حقوق السكن حتى عام 2078، لكن الأصوات السياسية تتزايد مطالبة بمزيد من الشفافية فيما يتعلق بوضعه السكني.
تقدر ثروته بحوالي 5 ملايين جنيه إسترليني، تم استخدام بعضها كجزء من تسوية مع فيرجينيا جيوفري في عام 2022. وقد حاول أندرو تنمية ثروته من خلال مشاريع تجارية مختلفة في الماضي، واستخدم وضعه كوكيل تجاري رسمي للصفقات الخاصة بين عامي 2001 و2011. وتثير قراراته المالية المثيرة للجدل، مثل بيع قصره Sunninghill Park إلى صهر الرئيس الكازاخستاني مقابل 3 ملايين جنيه إسترليني فوق سعر السوق، تساؤلات إضافية.
الضغط السياسي والإدراك العام
التحقيق المستمر الذي تجريه شرطة العاصمة لندن في الادعاء بأن أندرو حاول جمع معلومات حول جوفري يعطي الانطباع بأن هناك حاجة إلى حل نهائي للادعاءات. ويدعو المشرعون بشكل متزايد العائلة المالكة إلى إزالة أندرو من نفوذه الملكي المتبقي. يتعرض الملك تشارلز الثالث لضغوط لحماية النظام الملكي من تداعيات الخلافات التي أثارها أندرو. هناك خيارات مثل خطابات براءة الاختراع التي يمكن أن يستخدمها تشارلز لتجريد أندرو من لقبه، لكن هذا قد يكون له آثار بعيدة المدى على النظام الملكي.
وسط كل هذه الاضطرابات، يواصل أندرو العيش في Royal Lodge مع زوجته السابقة سارة فيرجسون. لقد اجتذبت ديناميكيات الأمير السابق وأسلوب حياته استياءً شعبيًا وسياسيًا كبيرًا، في حين أن دور الأمير أندرو المستقبلي داخل العائلة المالكة لا يزال موضع تساؤل.