صناعة العقارات في محنة: موجة الإعسار مستمرة
تزايد أعداد حالات الإعسار في قطاع العقارات: الأزمة الحالية وتوقعات المستقبل. اكتشف المزيد هنا.

صناعة العقارات في محنة: موجة الإعسار مستمرة
يواجه قطاع العقارات في ألمانيا تحديات كبيرة. ومع ارتفاع معدلات الإعسار وتزايد حالة عدم اليقين، تكافح الشركات من أجل البقاء. كان إفلاس شركة العقارات الشهيرة Deutsche Invest Immobilien (D.i.i) في شهر مارس بمثابة صدمة للصناعة وأدى إلى المزيد من عدم اليقين. ويتغلغل الخوف من الإعسار في الصناعة بأكملها، حيث اضطرت 630 شركة في قطاع العقارات إلى اتخاذ قرار بشأن الإعسار في الربع الأول من عام 2024. ويمثل ذلك زيادة بنسبة 18.6 في المائة مقارنة بالعام السابق، وزيادة بنسبة 17.3 في المائة عن الربع السابق.
ويتوقع الخبراء أن الأزمة في صناعة البناء والتشييد سوف تستمر لفترة طويلة. ويتوقع كريستيان ألبرز من شركة Falkensteg للاستشارات الإدارية زيادة مضاعفة في حالات الإفلاس هذا العام. الوضع مأساوي بشكل خاص بالنسبة للشركات الكبيرة التي تزيد مبيعاتها السنوية عن عشرة ملايين يورو. وفي عام 2023، سجلت الصناعة 31 حالة إفلاس كبرى، بينما تم بالفعل تسجيل 21 حالة إفلاس في الربع الأول من عام 2024. وينظر إلى الاستثمار في المشاريع طويلة الأجل في ألمانيا على أنه أمر غير مؤكد بشكل متزايد. تواجه شركات البناء انخفاضًا في الطلبيات، ولا يمكنها الاستفادة الكاملة من موظفيها وتواجه صعوبة في تعديل هياكل التكلفة الخاصة بها من أجل العمل بشكل مربح.
تتفاقم أزمة البناء بسبب عوامل مختلفة. إن ارتفاع تكاليف بناء المساكن يجعل توفير مساحات للعيش بأسعار معقولة أمراً شبه مستحيل، خاصة بعد انتهاء برامج التمويل المهمة والزيادة الكبيرة في أسعار الفائدة الرئيسية من قبل البنك المركزي الأوروبي. ويشعر المستثمرون بعدم الاستقرار، كما أصبح توفير السكن بأسعار معقولة أمرا صعبا على نحو متزايد. على الرغم من العاصفة الكاملة التي تشهدها صناعة البناء والتشييد، إلا أن هناك أمل في الشركات المتخصصة في تجديد الطاقة، مثل مهندسي التدفئة وشركات الطاقة الشمسية والشركات الحرفية. ومن ناحية أخرى، تشهد القطاعات الأخرى مثل بناء المستودعات والخدمات اللوجستية وكذلك البناء الصناعي استقرارا نسبيا.
لقد تزايدت حالات الإعسار ليس فقط في قطاع العقارات، بل أيضاً في قطاعات أخرى. وتم تسجيل إجمالي 4520 حالة إفلاس في الربع الأول من عام 2024، بزيادة قدرها 12.6% مقارنة بالربع السابق، و25.8% مقارنة بالعام السابق. إن حالة عدم اليقين وعدم الاستقرار الاقتصادي لها تأثير هائل على الشركات الألمانية وتتطلب استراتيجيات وتدابير قوية للتعامل مع الأزمة المستمرة.