اقتصاد روسيا على حافة الهاوية: الاستثمارات تنهار!

Transparenz: Redaktionell erstellt und geprüft.
Veröffentlicht am

سيواجه الاقتصاد الروسي صعوبات في عام 2025 مع الانخفاضات الحادة في الاستثمار والتهديد بالركود، متأثراً بالعقوبات والصراعات.

اقتصاد روسيا على حافة الهاوية: الاستثمارات تنهار!

تواجه روسيا أزمة اقتصادية محتملة تلوح في الأفق بعد سنوات من المرونة. وقال وزير الاقتصاد الروسي مكسيم ريشتنيكوف، في المنتدى الاقتصادي الدولي في سانت بطرسبرغ، الذي انعقد في الفترة من 18 إلى 21 يونيو 2025، إن الأداء الاقتصادي للبلاد يتعرض لضغوط شديدة. ومما يثير القلق بشكل خاص تراجع الاستثمار الأجنبي، الذي يُنظر إليه على أنه أحد أكبر التحديات. في عام 2024، اجتذبت روسيا 3.35 مليار دولار فقط من الاستثمار الأجنبي المباشر، وهو انخفاض كبير بنسبة 91% مقارنة بعام 2021. ويمثل هذا أدنى قيمة منذ عام 2001، حيث fr.de ذكرت.

وتتفاقم المشاكل التي تواجه روسيا بفِعل حرب أوكرانيا والعقوبات الغربية المرتبطة بها، والتي تعيق تدفق الاستثمار الأجنبي المباشر. وشكل الاتحاد الأوروبي مصدرا مهما للاستثمار في روسيا في عام 2021، بقيمة إجمالية بلغت حوالي 255 مليار يورو. وتعني هذه التخفيضات المالية أن روسيا تواجه على نحو متزايد صعوبة في جذب شركاء استثمار جدد، وخاصة في الجنوب العالمي. غاب ضيوف رفيعو المستوى وكبار المسؤولين التنفيذيين الروس عن المنتدى الاقتصادي الدولي في سانت بطرسبرغ، مما زاد المخاوف بشأن جاذبية البلاد كموقع للاستثمار.

الإنفاق العسكري والتحديات الاقتصادية

وعلى الرغم من الصعوبات الاقتصادية، تخطط روسيا لزيادة الإنفاق العسكري بشكل كبير. ووفقا لتقرير مجلس الدوما المؤرخ 21 نوفمبر 2024، من المتوقع أن تزيد ميزانية الدفاع بنسبة 25 بالمئة إلى 13.5 تريليون روبل (حوالي 130 مليار يورو). ونتيجة لذلك، من المتوقع أن يصل الإنفاق العسكري إلى ما بين 7 و8% من الناتج المحلي الإجمالي، وهو رقم قياسي في تاريخ ما بعد الاتحاد السوفييتي. وفي عام 2021، بلغ هذا الإنفاق 3.6 بالمئة من الناتج المحلي الإجمالي. وقد أدى الطلب الحكومي المرتفع إلى ما يسمى طفرة الحرب في أجزاء من الاقتصاد الروسي على مدى العامين الماضيين، ولكن هذا لا يخلو من التحديات.

وعلى الرغم من ارتفاع الدخل في روسيا، فإن الاقتصاد يعاني من نقص العمالة والعقوبات الغربية المستمرة. توقف النمو الاقتصادي في عام 2024 بينما ظل التضخم عنيدا. ويعاني البنك المركزي من ارتفاع أسعار الفائدة، وقد رفع سعر الفائدة الرئيسي من 7.5% إلى 21% منذ يوليو 2023، مما قد يساهم في ارتفاع حالات إفلاس الشركات. وتفترض التوقعات لعام 2025 نموا بنسبة 0.5 إلى 1.5 في المائة فقط، وهو أسوأ مما كان مخططا له في الأصل. تعتبر التحديات المتمثلة في ضمان الوصول إلى السلع والآلات المستوردة ذات الاستخدام المزدوج بالغة الأهمية بالنسبة لصناعة الدفاع.

العلاقات الدولية والتوترات الجيوسياسية

الوضع الجيوسياسي متوتر أيضًا بالنسبة لروسيا. ويظهر تقرير مسرب أن روسيا تكافح من أجل ربط الجمهوريات السوفييتية السابقة مثل كازاخستان وقيرغيزستان بشكل أقرب إلى نفسها. إن هذه الدول تنأى بنفسها على نحو متزايد، الأمر الذي يجعل الجهود التي يبذلها الكرملين لتأكيد نفوذه في آسيا الوسطى أكثر صعوبة. وتستفيد الصين، باعتبارها شريكاً استراتيجياً، من الوضع من خلال التفاوض على تخفيضات كبيرة على شراء الغاز الروسي في حين تمنع بناء خط أنابيب "قوة سيبيريا 2".

وترى روسيا أن دول البريكس تشكل ثقلا موازنا للهيمنة الغربية، ولكن هناك أيضا توترات داخل هذه المجموعة. ويظهر انخفاض حصة روسيا من الاستثمار الأجنبي المباشر المجمع في الصين من 1.0% (2015-2020) إلى 0.3% (2021-2023) مدى هشاشة الوضع الاقتصادي. ورغم أن الخزينة العامة تعاني من عجز يبلغ نحو 2% من الناتج المحلي الإجمالي، وهو ما لا يشكل تهديداً، فإن الزيادات الضريبية الجديدة تظهر أن الدولة تعتمد على ضبط الأوضاع المالية لمعالجة مشاكلها المالية.

باختصار، تمر روسيا بمرحلة حرجة. وبينما تسعى جاهدة إلى توسيع قوتها العسكرية، فإنها تواجه أيضًا تحديات اقتصادية وجيوسياسية خطيرة. ويتفق الخبراء على أنه بدون تغييرات جوهرية في الاستراتيجية الاقتصادية والسياسية، هناك خطر الركود، الأمر الذي قد يؤدي إلى تفاقم الوضع غير المستقر بالفعل.