نقص العمالة يهدد الاقتصاد الروسي
إن الاقتصاد الروسي يعاني من نقص في العمالة الماهرة، كما أن معركة بوتن تؤدي إلى عواقب غير متوقعة. تعرف على المزيد حول التحديات التي تواجه روسيا.

نقص العمالة يهدد الاقتصاد الروسي
تواجه جهود بوتين لتعزيز الاقتصاد الروسي تحديات بسبب النقص المستمر في المهارات. وعلى الرغم من نواياه، فإن تصرفات بوتين قد تؤدي إلى تفاقم الوضع الاقتصادي بدلا من تحسينه. لقد ثبت أن النضال ضد نقص العمالة الماهرة في روسيا يضر بالنمو الاقتصادي. وتجد البلاد نفسها في معضلة وهي تتصارع مع التضخم، وارتفاع النفقات العسكرية، والتهديد الذي يلوح في الأفق بارتفاع درجة حرارة الاقتصاد.
إحدى القضايا الحاسمة التي تؤدي إلى تفاقم المشاكل الاقتصادية هي الاعتماد على الهجرة لتلبية الاحتياجات الديموغرافية والاقتصادية. وفي أعقاب الهجوم الذي وقع في موسكو في شهر مارس/آذار، والذي يُزعم أن مواطنين طاجيكيين نفذوه، يبدو أن روسيا تعيد النظر في سياساتها المتعلقة بالهجرة. وتشير التقارير إلى أن عمليات الترحيل الجماعي للمهاجرين جارية، حيث تستهدف قوات الأمن الأفراد ذوي "المظهر الشرقي". أدى العداء المتزايد تجاه العمال المهاجرين من آسيا الوسطى إلى التهديدات والإساءات اللفظية والتمييز ضدهم.
وفي ضوء نقص العمالة الماهرة الذي تفاقم بسبب الصراع مع أوكرانيا، واجهت روسيا عجزا بنحو 4.8 مليون عامل في عام 2023. وتتأثر القطاعات الرئيسية، بما في ذلك النقل والتصنيع والبناء، بشكل كبير بهذا النقص. ويشكل العدد المتزايد من الوظائف الشاغرة، والذي يصل إلى 6.8% من إجمالي القوى العاملة بحلول منتصف عام 2023، تحديات كبيرة للاستقرار الاقتصادي في روسيا.
بالإضافة إلى ذلك، فإن العقوبات المفروضة على روسيا تعيق قدرة بوتين على الاستفادة من التقدم التكنولوجي لمعالجة قضايا سوق العمل. وبينما تسعى البلاد إلى تعزيز الإنتاجية، تواجه البلاد عقبات بسبب محدودية الوصول إلى التقدم التكنولوجي. إن المشهد الجيوسياسي الحالي يعيق قدرة روسيا على تحقيق خطوات كبيرة في الإنتاجية والنمو الاقتصادي. علاوة على ذلك، فإن استراتيجية بوتين المتمثلة في زيادة إنتاجية العمل ونشر الشباب في الخدمة العسكرية في نفس الوقت تثير المخاوف بشأن جدوى توسيع الجيش في حين تتصارع مع النقص في العمال المهرة.