موجة الإفلاس تضرب ألمانيا: أعلى حالات الإفلاس منذ 20 عاما!
وفي الربع الثاني من عام 2025، ستسجل ألمانيا أكبر عدد من حالات الإفلاس منذ 20 عاما، بسبب ارتفاع أسعار الفائدة وفقدان المساعدات.

موجة الإفلاس تضرب ألمانيا: أعلى حالات الإفلاس منذ 20 عاما!
وفي الربع الثاني من عام 2025، سجلت ألمانيا أكبر عدد من حالات الإفلاس خلال عقدين من الزمن. وفقا لذلك دويتشلاندفونك وأصبح أكثر من 4500 شراكة وشركة معسرة، وهو ما يمثل زيادة بنسبة سبعة في المائة مقارنة بالربع السابق. لا يُظهر هذا التطور التحديات الاقتصادية التي تواجهها العديد من الشركات فحسب، بل يُظهر أيضًا هزة السوق التي أصبحت ضرورية نتيجة لارتفاع أسعار الفائدة وانخفاض المساعدات الحكومية.
والأمر اللافت للنظر بشكل خاص هو أن حالات الإفلاس زادت بنسبة 62% مقارنة بالربع الأول من عام 2020. ويمثل هذا تغييرا خطيرا في مشهد الشركات بعد سنوات من أسعار الفائدة المنخفضة للغاية التي حالت دون العديد من حالات الإفلاس. في السنوات الأخيرة، أدت إجراءات الدعم الحكومي خلال جائحة كورونا إلى إبقاء العديد من الشركات، ولكن ذات وضع ضعيف، في السوق.
أرقام الإعسار الحالية وآثارها
وفي يونيو 2025، تم تسجيل 1420 حالة إفلاس، بانخفاض قدره 4 بالمائة مقارنة بالشهر السابق. ومع ذلك، هناك زيادة مثيرة للقلق بنسبة 23 في المائة مقارنة بشهر يونيو 2024. ومقارنة بمتوسط القيم من عام 2016 إلى عام 2019، فإن عدد حالات الإفلاس أعلى بنسبة 50 في المائة. وستتأثر أكثر من 68 ألف وظيفة في يونيو 2025، وهو ما يزيد بنسبة 68 في المائة عن العام السابق و43 في المائة عن المتوسط في أوقات ما قبل كورونا. وتؤكد هذه الأرقام العواقب الاقتصادية الخطيرة الناجمة عن حالة الإعسار الحالية. تأتي هذه المعلومات من IWH Insolvency Trend، وهو مصدر موثوق به حول نشاط الإعسار والتنمية الاقتصادية، والذي تم نشره في نفس اليوم الذي تم فيه الإبلاغ عن بيانات Deutschlandfunk IDW على الانترنت.
وينعكس هذا القطاع في الإحصائيات الحالية: حيث لوحظت أهم الزيادات في حالات الإفلاس في قطاع الصناعة وتجارة التجزئة وقطاع الفنادق والضيافة. ومع زيادة تصل إلى 80 في المائة، تظهر ولايات بافاريا وهيسن وبادن فورتمبيرغ أن الاختلافات الإقليمية في الوضع الاقتصادي خطيرة.
آفاق التنمية الاقتصادية
يعزو ستيفن مولر، رئيس أبحاث الإعسار في IWH، العدد الكبير من حالات الإعسار إلى ارتفاع أسعار الفائدة وفقدان مساعدات الدولة. يوضح هذا التطور أن الوضع الاقتصادي للعديد من الشركات لا يزال محفوفًا بالمخاطر وأن هناك تحديات إضافية قد تنتظرنا. وقد تواجه العديد من الشركات صعوبات وجودية في المستقبل إذا لم يتم توفير دعم الاستقرار.
يغطي اتجاه إعسار IWH أكثر من 90 في المائة من الوظائف المتضررة من إعسار الشركات و 95 في المائة من المطالبات، مما يجعله مؤشرا رئيسيا للتنمية الاقتصادية. وتشكل أحداث الإعسار التي شهدتها الأشهر القليلة الماضية إشارة واضحة إلى الحاجة الملحة إلى إعادة النظر في الهياكل الاقتصادية وإدخال الإصلاحات الضرورية من أجل الحفاظ على القدرة التنافسية في ألمانيا.