أزمة المناخ تهدد الصناعة الألمانية: تكاليف الطاقة والبيروقراطية آخذة في الارتفاع!
تواجه الصناعة الألمانية تحديات ناجمة عن ارتفاع أسعار الطاقة وأضرار التغير المناخي. هناك حاجة إلى إصلاحات عاجلة.

أزمة المناخ تهدد الصناعة الألمانية: تكاليف الطاقة والبيروقراطية آخذة في الارتفاع!
في 19 يوليو 2025، ستواجه ألمانيا تحديات حاسمة تؤثر على مستقبل الصناعة. ويركز النقاش بشكل متزايد على تكاليف الطاقة المرتفعة والبيروقراطية والتحول الأخضر. غالبًا ما يتم التغاضي عن العواقب الاقتصادية لتغير المناخ، على الرغم من أن تغير المناخ يعتبر تهديدًا خطيرًا للقدرة التنافسية للاقتصاد الألماني. ذكرت الوقت. ولا تؤثر هذه العواقب بشكل غير مباشر على الصناعة فحسب، بل إنها تقوض بشكل مباشر أسس النشاط الاقتصادي.
وقد تأثرت بشكل خاص سلاسل التوريد المعقدة، التي كانت موضوع مناقشات ساخنة في السنوات الأخيرة. لقد تسببت الأحداث المناخية القاسية بالفعل في خسائر بمليارات اليورو. ومن الأمثلة الصارخة على ذلك أزمة مياه نهر الراين المنخفضة عام 2018، والتي تسببت في تكاليف إضافية لشركة BASF بقيمة 250 مليون يورو. انخفضت طاقة الشحن في نهر الراين بنسبة تصل إلى 80 بالمائة، مما أثر بشكل كبير على الخدمات اللوجستية.
تغير المناخ وعواقبه
وتدعم البيانات مدى إلحاح هذه القضية. وفي صيف عام 2022، توفي أكثر من 8000 شخص في ألمانيا بسبب الحرارة الشديدة، في حين أدت الحرارة أيضًا إلى انخفاض إنتاجية العمل في الصناعة والبناء بنسبة تصل إلى 10%. ووفقا لتقديرات وزارة العمل الاتحادية، فإن ذلك يؤدي إلى خسارة نحو ثلاثة ملايين يوم عمل وتكاليف اقتصادية تبلغ نحو سبعة مليارات يورو سنويا. وتشير هذه التطورات إلى أنه بدون اتخاذ تدابير وقائية، يمكن أن تتعرض الموارد المالية الحكومية لضغوط كبيرة.
ومن الكوارث المدمرة الأخرى، فيضان وادي أهر عام 2021، الذي تسبب في أضرار تجاوزت 33 مليار يورو، تم التأمين على ثلثها فقط. وتتجلى الآثار الخطيرة أيضًا في سياق المحاصيل الزراعية. وفي سنوات الجفاف، انخفض إنتاج الحبوب والذرة بنسبة تصل إلى 25 في المائة. وتقدر جمعية المزارعين الألمان الأضرار لعام 2022 بنحو 3.6 مليار يورو.
الآفاق الاقتصادية تحت الضغط
لكن ليست الطبيعة وحدها هي التي تعاني، بل إن الشركات تشك بشكل متزايد في البنية التحتية والتخطيط الأمني في ألمانيا. أظهر استطلاع أجراه بنك الاستثمار الأوروبي أن 64% من شركات الاتحاد الأوروبي تعاني من خسائر بسبب تغير المناخ. وفقاً لدراسة أجراها اتحاد غرف الصناعة والتجارة الألمانية (DIHK)، فإن 40% من الشركات الصناعية الألمانية تفكر في الانتقال إلى الخارج لأن تكاليف الطاقة المرتفعة أصبحت تشكل تهديداً.
وتتضاءل الثقة في ألمانيا كموقع ــ ليس فقط بسبب أسعار الطاقة، بل وأيضاً بسبب عدم القدرة على التكيف مع الحقائق البيئية. إن الأمر يتطلب تغييراً عاجلاً في مسار السياسة المناخية والصناعية. وتجري الآن مناقشة مقترحات مثل "التضامن المناخي" والاستثمارات في البنية التحتية القادرة على الصمود في وجه تغير المناخ. إن فكرة أن الوقاية من خلال حماية المناخ يمكن أن تكون أقل تكلفة على المدى الطويل من الإصلاحات بعد الكوارث أصبحت ذات أهمية متزايدة. ووفقاً للدراسات، فإن كل يورو يتم إنفاقه على حماية المناخ يمكن أن يوفر ما يصل إلى سبعة يورو في تكاليف المتابعة.
وبالنظر إلى التطورات المستقبلية، فإن ألمانيا تقف على مفترق طرق في مجال السياسة الاقتصادية: ولابد من الموازنة بين تكاليف التقاعس عن العمل وتكاليف حماية المناخ. يتجلى تغير المناخ في ألمانيا بشكل مبالغ فيه من خلال الظواهر الجوية المتطرفة الأكثر تواترا وشدة مثل الأمطار الغزيرة والفيضانات والعواصف والجفاف ودرجات الحرارة المرتفعة للغاية، فضلا عن ذلك وزارة الاقتصاد الاتحادية تسلط الضوء على.
وعلى المدى الطويل، يمكن أن تتجاوز التكاليف الإجمالية لتغير المناخ التكاليف المالية للظواهر الجوية المتطرفة. ومن الممكن أن تساعد تدابير التكيف الضرورية في التخفيف من الآثار الوحشية. وقد تناول التقرير البحثي الصادر عن وزارة الاقتصاد الاتحادية في ثمانية سيناريوهات كيفية تأثير استثمارات حماية المناخ وأسعار ثاني أكسيد الكربون على التأثير الاقتصادي العام. والهدف هو تحقيق تحول شامل في قطاعي الطاقة والاقتصاد، بمتطلبات استثمارية قد تتجاوز 80 مليار يورو سنويا بحلول عام 2035.
ومن أجل نجاح سياسة حماية المناخ، تعد الإشارات السياسية الواضحة بشأن إزالة الكربون ضرورية من أجل تعبئة الاستثمارات وخلق التخطيط الأمني.