تغير المناخ يهدد ازدهار ألمانيا: التحرك مطلوب الآن!
العواقب الاقتصادية لتغير المناخ على ألمانيا حتى عام 2050: المخاطر والفرص والتدابير اللازمة في سياق عالمي.

تغير المناخ يهدد ازدهار ألمانيا: التحرك مطلوب الآن!
تعتبر ألمانيا دولة غنية وغالباً ما يُنظر إليها على أنها دولة قادرة على الصمود في مواجهة عواقب تغير المناخ. ومع ذلك، فإن تغير المناخ يثير بالفعل تساؤلات جدية حول استقرار اقتصاد التصدير الألماني. كيف وقت تشير التقارير إلى أن الجمهورية الفيدرالية عانت من أضرار تزيد عن 35 مليار يورو بسبب الأحداث المناخية القاسية في عامي 2018 و2019. وقد ألقت كارثة الفيضانات في عام 2021 عبئًا كبيرًا على الميزانية العمومية مع أضرار إضافية قدرها 40 مليار يورو. ونظراً لهذه التكاليف المرتفعة، فمن غير المؤكد ما إذا كانت الدولة والمجتمع سيكون لديهما ما يكفي من الموارد المالية المتاحة لمواجهة التحديات التي يفرضها تغير المناخ بحلول منتصف القرن.
تشير الحسابات إلى أن الأضرار المرتبطة بالمناخ قد تكلف ما يصل إلى 20% من الناتج الاقتصادي العالمي بحلول عام 2050. ومن المتوقع خسارة حوالي 11% من الناتج الاقتصادي لألمانيا. وتتنوع التهديدات التي يتعرض لها رخاء السكان وأمنهم، وتشمل الحرارة الشديدة، وانخفاض مستويات المياه، والبنية التحتية المتضررة، وأيام العمل غير المنتجة. وتتعرض الصناعة على وجه الخصوص لضغوط عندما ترتفع درجة حرارة الأنهار مثل نهر الراين أو تجف.
التحديات العالمية وآثارها
لقد سلطت الأزمات العالمية، مثل جائحة فيروس كورونا الأخيرة، الضوء على ضعف الاقتصاد العالمي المترابط للغاية. ويتجلى هذا بشكل خاص في ضعف سلاسل التوريد، التي أصبحت أكثر عرضة للخطر بسبب الظروف المناخية. تؤكد الوكالة الفيدرالية للبيئة على أن تغير المناخ يمثل تحديًا عالميًا ينعكس في الظواهر الجوية المتطرفة الأكثر تكرارًا والأكثر شدة الوكالة الاتحادية للبيئة.
وكان النظر السابق في تأثيرات المناخ يقتصر في الغالب على الجوانب الوطنية دون أخذ التفاعلات العالمية العميقة في الاعتبار. إن ألمانيا، باعتبارها مندمجة بقوة في الاقتصاد العالمي، معرضة بشكل خاص لتأثيرات تغير المناخ من مناطق أخرى. قام مشروع "ImpactChain" البحثي، الذي تم تنفيذه نيابة عن الوكالة الفيدرالية للبيئة، بتحليل آثار تغير المناخ على الاقتصاد الألماني وتحديد قنوات التأثير ذات الصلة.
الآثار والتوصيات للعمل
وتظهر النتائج أن المخاطر التي تتعرض لها الواردات الألمانية من تغير المناخ أكبر من المخاطر التي تتعرض لها الصادرات. ويأتي نحو 6% من واردات ألمانيا و4% من صادراتها من دول معرضة لتغير المناخ. وتوضح هذه النماذج أن الاضطرابات المرتبطة بالمناخ يمكن أن تؤثر في المقام الأول على الزراعة ونقل البضائع. يمكن للعواصف والفيضانات والحرارة الشديدة أن تلحق الضرر بمرافق التصنيع في هذه المناطق.
ونظراً لهذه التحديات، قد يواجه اقتصاد التصدير فرص نمو ضعيفة بسبب تغير المناخ العالمي. وفي الوقت نفسه، هناك فرصة لألمانيا للاستفادة من الأسواق الجديدة في مجال التكيف مع المناخ والمنتجات الصديقة للمناخ. يكمن المفتاح لتعزيز مرونة الاقتصاد الألماني في تنويع العلاقات التجارية. يوصى بتقليل الاعتماد على البلدان المعرضة للمناخ وتعزيز الروابط التجارية مع المناطق الأقل تأثراً بالتأثيرات العابرة للحدود الوطنية.
بشكل عام، يظهر الوضع أن الانخفاض العام في العلاقات التجارية الدولية يمكن أن يؤدي إلى خسائر كبيرة في الرخاء. وبدلاً من ذلك، ينبغي تعزيز تدابير التكيف في البلدان المتضررة بشدة، كما ينبغي توسيع التجارة الإقليمية في نفس الوقت من أجل إعداد الاقتصاد الألماني لمواجهة تحديات المستقبل.