تشاؤم في الاقتصاد الألماني: خبراء يحذرون من أزمة!
الاقتصاد الألماني متشائم بشأن عام 2024. وتحذر الجمعيات من الأزمات وخفض الوظائف في العديد من الصناعات.
تشاؤم في الاقتصاد الألماني: خبراء يحذرون من أزمة!
لقد وصل المزاج العام في الاقتصاد الألماني إلى نقطة منخفضة. وفقا لاستطلاع حديث أجراه stern.de تم نشره، العديد من جمعيات الأعمال تتطلع إلى المستقبل بقلق كبير. وتكمن أسباب هذا التشاؤم في التكاليف المرتفعة والكثير من البيروقراطية والأزمات العالمية. ومن بين 49 جمعية شملها الاستطلاع، صنفت 31 منها الوضع الحالي بأنه أسوأ من العام الماضي. ولم تشهد سوى أربعة قطاعات اقتصادية، بما في ذلك التخلص من النفايات والتأمين والمعارض التجارية والعقارات، تحسنا.
ويصف مايكل هوثر، مدير المعهد الاقتصادي الألماني (IW)، الوضع الحالي بأنه مثير للقلق ومعقد. تواجه الحكومة الفيدرالية المقبلة التحدي المتمثل في خلق منظور اقتصادي مستدام. ومقارنة بالاستطلاع السابق، فقد ارتفع عدد المتفائلين بعام 2025، لكن المتشائمين ما زالوا هم السائدين. وتتوقع 20 من 49 جمعية أعمال انخفاض الإنتاج في العام المقبل. وتفترض 13 جمعية أن القيم ستبقى كما هي، فيما تتوقع 16 جمعية زيادة في الإنتاج. كما أن توقعات خفض الوظائف مثيرة للقلق أيضًا: تتوقع 25 جمعية انخفاضًا في التوظيف، بينما تتوقع سبع جمعيات فقط المزيد من الموظفين. ومن بين الصناعات التي قد تؤدي إلى خفض الوظائف الحديد والصلب والهندسة الميكانيكية والسيارات والبناء. ومع ذلك، يتم الإبلاغ عن أشياء إيجابية من شركات صناعة الأدوية وبناء الطائرات والمركبات الفضائية وشركات الشحن.
التحديات الاقتصادية والتوعية بالأزمات
لا يواجه الاقتصاد الألماني تحديات على المستوى الوطني فحسب، بل يواجه أيضاً انكماشاً اقتصادياً. في تقرير بقلم World.de يشير التقرير إلى عوامل مختلفة تساهم في الوضع الحالي: ارتفاع أسعار الفائدة، وضعف الاقتصاد العالمي، والشكوك التي تعقب التوصل إلى تسوية بشأن الميزانية. ويصف راينر دولجر، رئيس أصحاب العمل، الوضع بأنه أزمة اقتصادية خطيرة، بينما يتحدث رئيس DIHK بيتر أدريان عن الأوقات الصعبة التي يمر بها الاقتصاد الألماني. وتشير التوقعات لعام 2023 إلى انخفاض الناتج الاقتصادي، في حين من المتوقع أن يكون هناك حد أدنى من النمو لعام 2024.
تتردد الشركات في القيام بالاستثمارات بسبب نقص التخطيط. ووجد استطلاع أجرته IW أن 23 من 47 جمعية أعمال تتوقع انخفاضًا في الإنتاج أو النشاط التجاري. ويتوقع 15 قطاعاً أن يظل النشاط الاقتصادي على حاله، بينما تتوقع تسعة قطاعات ارتفاع مستويات الإنتاج. أدريان يدعو لمزيد من التخطيط الأمني ويحذر من استمرار الركود. ووصف سيغفريد روسورم، رئيس اتحاد الصناعات الألمانية، الصناعة بأنها في وضع حرج. وعلى الرغم من النقص في العمال المهرة، لا تزال مشاكل التوظيف قائمة في العديد من القطاعات.
يدعو دولجر الحكومة الفيدرالية إلى تغيير المسار و"لحظة أجندة 2010" لتعزيز القدرة التنافسية لألمانيا. ويلفت الانتباه إلى ارتفاع تكاليف الطاقة والضرائب والرسوم والأجور مقارنة بالدول الأوروبية الأخرى. كما يؤكد على ضرورة معالجة الوضع التعليمي والحد من البيروقراطية. أدريان يدعو إلى تغيير في السياسة الاقتصادية والموقعية. وبينما ينظر إلى بعض القرارات الحكومية المتعلقة بالتخطيط والموافقة وتطوير البنية التحتية بشكل إيجابي، يحذر دولجر من تراجع قرارات الاستثمار لصالح الدول الأجنبية. تقوم المزيد والمزيد من الشركات المتوسطة الحجم بنقل إنتاجها إلى الخارج بسبب الظروف غير الجذابة في ألمانيا.