بوتين يشيد بالنمو الاقتصادي - لكن الحرب تبطئ كل شيء!
يتحدث فلاديمير بوتين في المنتدى الاقتصادي لعام 2025 عن النمو الاقتصادي في روسيا والتحديات وصناعة الدفاع وسط الصراع الأوكراني.

بوتين يشيد بالنمو الاقتصادي - لكن الحرب تبطئ كل شيء!
ألقى فلاديمير بوتين كلمة في المنتدى الاقتصادي الدولي في سان بطرسبرج اليوم، وناقش التحديات الاقتصادية الحالية التي تواجهها روسيا. وسلط الضوء على النمو الاقتصادي للبلاد بأكثر من 4 في المائة في العامين الماضيين، مشيرًا إلى أن الناتج المحلي الإجمالي نما بنسبة 5.6 في المائة في عام 2021 لكنه عانى من انخفاض بعد غزو أوكرانيا. وتفيد التقارير أن النمو يبلغ حاليا 4.1 في المائة، وهو ما يعتبر كبيرا في سياق التوترات الجيوسياسية الدولية، ولكنه يتضاءل أيضا بسبب ارتفاع معدلات التضخم والمشاكل الاقتصادية الأخرى. عالي زد دي إف ويستقر معدل التضخم في روسيا عند نحو 9.6 بالمئة، في حين يستهدف البنك المركزي الوصول إلى هدف 4 بالمئة.
وشدد بوتين على دور صناعة الدفاع كقوة دافعة وراء هذا النمو الاقتصادي. ومع ذلك، فإن قطاعات أخرى، مثل الزراعة والخدمات والبناء، تكافح في ظل ظروف اقتصاد الحرب. وفي قطاع البناء والعقارات، فإن واحدة من كل أربع شركات إنشاءات مهددة بالإفلاس؛ إن التحديات مثل التكاليف المرتفعة ونقص الموظفين والتخلف التكنولوجي خطيرة بشكل خاص هنا. وقد تفاقمت المشاكل الرئيسية بسبب زيادة الإنفاق العسكري في السنوات الأخيرة.
ميزانية الدفاع والإنفاق العسكري
وتم الإعلان عن زيادات كبيرة في الإنفاق العسكري لعام 2025. ومن المتوقع أن تزيد ميزانية الدفاع بنسبة 25 بالمائة لتصل إلى 13.5 تريليون روبل (حوالي 130 مليار يورو). وهذا يعني أن الإنفاق العسكري يصل إلى نحو 7% إلى 8% من الناتج المحلي الإجمالي لروسيا، وهو رقم قياسي في تاريخ ما بعد الاتحاد السوفييتي. وكان هذا الإنفاق الإضافي يتم تمويله في السابق من خلال إيرادات مرتفعة من صادرات الطاقة، لكن منذ عام 2023 بدأت هذه الإيرادات في الانخفاض، مما شكل ضغطا على الموارد المالية للدولة. في حين أن الخزانة العامة تعاني من عجز يبلغ حوالي 2 في المائة من الناتج المحلي الإجمالي، فإن الزيادات الضريبية وارتفاع رسوم الاستيراد تعتبر بمثابة تدابير لتحقيق الاستقرار في الميزانية، مثل SWP ذكرت.
ووظفت صناعة الدفاع حوالي 520 ألف عامل جديد منذ عام 2023، على الرغم من بقاء 160 ألف وظيفة شاغرة. وعلى الرغم من زيادة الرواتب، التي ارتفعت فوق المتوسط في الصناعة، فإن الإنتاج يعوقه نقص العمال المهرة والعقوبات الغربية. ووعد بوتين بإبقاء السكان سعداء بوظائف ذات رواتب أفضل لتخفيف المصاعب الناجمة عن الحرب والهجرة.
الآفاق والتحديات الاقتصادية
كما تضمن خطاب بوتين إشارة إلى الاتجاهات الاقتصادية العالمية. ووصف العولمة بأنها فاشلة وخاطب المشاركين من الجنوب العالمي. وفي الوقت نفسه، تتعرض التوقعات الاقتصادية لعام 2025 لضغوط. ويعاني البنك المركزي بشكل متزايد من ارتفاع معدلات التضخم، الذي بلغ 9.7 في المائة في أكتوبر 2024. وأدى هذا الوضع إلى زيادة سعر الفائدة الرئيسي من 7.5 في المائة إلى 21 في المائة، وهو أعلى مستوى منذ 25 عاما. وقد تؤدي أسعار الفائدة المرتفعة إلى إفلاس الشركات وزيادة الصعوبات المالية التي تواجهها الأسر.
وتتفاقم الضغوط المالية بسبب احتمال فرض عقوبات جديدة وانخفاض أسعار النفط، مما قد يؤدي إلى ركود جديد. وقد صرح وزير المالية بالفعل أن روسيا على وشك الركود. ورغم كل هذه التحديات، تظل الحرب بمنأى عن الصعوبات الاقتصادية، ولا بد من زيادة القدرات الإنتاجية لمواصلة الحرب بنفس الشدة.