هل الولايات المتحدة في عهد ترامب مهددة بأزمة اقتصادية بسبب سياسة الرسوم الجمركية؟
قام الرئيس الأمريكي ترامب بزيادة التعريفات الجمركية على الصلب والألمنيوم، مما أثار مخاوف بين الخبراء وربما يعرض الاقتصاد الأمريكي للخطر.
هل الولايات المتحدة في عهد ترامب مهددة بأزمة اقتصادية بسبب سياسة الرسوم الجمركية؟
أصبحت السياسة الاقتصادية التي ينتهجها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب حاليا محور مناقشات مكثفة بسبب عواقبها البعيدة المدى. وعلى الرغم من التحذيرات المتكررة من كبار الاقتصاديين بشأن العواقب المحتملة لقراراته، يواصل ترامب سياساته المثيرة للجدل. وعلى وجه الخصوص، تسببت الزيادة الكبيرة بنسبة 50% في التعريفات الجمركية على واردات الألومنيوم والصلب اعتبارا من 4 يونيو 2025 في إثارة ردود فعل قلقة في العالم المالي وخارجه. عالي it-boltwise.de ويعرب خبراء مثل جيروم باول، رئيس الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي، والمديرين التنفيذيين لبنك جيه بي مورجان وبلاك روك، جيمي ديمون ولاري فينك، عن مخاوفهم بشأن عواقب هذه السياسة.
وتهدف زيادة الرسوم الجمركية، التي وقعها ترامب، إلى منع الموردين الأجانب من تقديم فائض الصلب والألمنيوم إلى السوق الأمريكية بأسعار تنافسية. وفقا ل الأخبار اليومية تعريض القدرة التنافسية للاقتصاد المحلي للخطر والحد من المخاوف الأمنية الوطنية. وتتأثر كندا والمكسيك، الموردان الرئيسيان للولايات المتحدة، بشكل خاص بهذه التدابير. وتتفاوض كندا لتجنب دفع الرسوم الجمركية، في حين تخطط المكسيك للحصول على إعفاء من الرسوم الجمركية الجديدة لأنها تستورد من الصلب من الولايات المتحدة أكثر مما تصدره.
المخاوف والمخاطر الاقتصادية
ومن الممكن أن تنطوي زيادة التعريفات الجمركية على مخاطر اقتصادية عالية. ويحذر الخبراء من أن هذه الإجراءات قد تؤدي إلى ارتفاع التضخم وارتفاع عائدات السندات على المدى الطويل. ويخشى ديزموند لاكمان، المسؤول السابق في صندوق النقد الدولي، من حدوث ركود محتمل نتيجة لهذه التطورات. تستجيب الشركات في الولايات المتحدة بالفعل من خلال تخزين المخزون للمضي قدماً في الزيادات الوشيكة في الأسعار.
وبالإضافة إلى زيادة التعريفات، لوحظ وجود عجز مرتفع في الميزانية بنسبة 6.25% من الناتج المحلي الإجمالي. ومن الممكن أن يؤدي افتقار ترامب إلى بذل جهود جادة لتقليص هذا العجز إلى زيادة الدين الوطني. كما أن اعتماد قانون ضريبي جديد يمكن أن يكون له تأثير سلبي على الوضع المالي للبلاد. إن الجمع بين ارتفاع التضخم وارتفاع عائدات السندات والانخفاض المحتمل لقيمة الدولار الأمريكي يؤثر على الأسواق ويمكن أن يساهم في تشكيل الأزمة.
سوق الأوراق المالية تحت الضغط
وفي الوقت نفسه، يُظهِر مؤشر نسبة السعر إلى الأرباح التابع لمؤشر ستاندرد آند بورز 500 علامات المبالغة في تقدير القيمة. ويظل السؤال الحاسم هو ما إذا كانت سياسات ترامب الاقتصادية قد تؤدي في نهاية المطاف إلى دفع الاقتصاد الأمريكي وسوق الأوراق المالية إلى الأزمة. وفي الأشهر المقبلة، سيصبح تأثير التدابير الحالية واضحا وقد تشكل الشكوك المحيطة بهذه القرارات تحديا للعديد من المستثمرين.