الهجرة تحت المجهر: الجدل الساخن في ألمانيا حول الهجرة!

Transparenz: Redaktionell erstellt und geprüft.
Veröffentlicht am

تسلط المناقشة الاقتصادية في ميونيخ الضوء على الهجرة وتغير المناخ باعتبارهما موضوعين رئيسيين في السياسة الاقتصادية الألمانية.

الهجرة تحت المجهر: الجدل الساخن في ألمانيا حول الهجرة!

وفي مناظرات ميونيخ الاقتصادية اليوم، والتي تنظمها صحيفة زود دويتشه تسايتونج ومعهد إيفو، أصبح موضوع الهجرة موضع التركيز إلى حد كبير. ويرى 12% فقط من الألمان أن تغير المناخ هو القضية السياسية الأكثر إلحاحا، في حين تعطي الأغلبية الأولوية لقضايا الهجرة والاقتصاد. كما يؤكد كليمنس فويست، رئيس معهد إيفو، وخبير الهجرة جيرالد كناوس، على الفوائد الاقتصادية المترتبة على الهجرة الخاضعة للرقابة، وهو ما يؤكد على مدى إلحاح وأهمية مثل هذه المناقشات.

وشدد جيرالد كناوس على ضرورة إجراء نقاش موضوعي حول الهجرة في سياق التحدي الحالي، وهو أكبر أزمة لاجئين منذ الحرب العالمية الثانية. وفي السنوات الثلاث الماضية، سجلت ألمانيا حوالي 850 ألف طلب لجوء، بينما يعيش أكثر من 1.2 مليون لاجئ أوكراني في البلاد. وانتقد كناوس تصور سياسة الهجرة التي تنتهجها ميركل وأشار إلى انخفاض طلبات اللجوء منذ عام 2017.

إدماج اللاجئات والتحديات الاجتماعية

أفادت وكالة التوظيف الفيدرالية أنه بحلول نهاية عام 2024، سيتم توظيف 60% من الرجال الأجانب و50% من النساء في ألمانيا. ودعا فويست إلى تحسين إدماج اللاجئات في سوق العمل من أجل الاستفادة الكاملة من إمكاناتهن. وشدد كناوس أيضًا على أن 80% من الألمان يريدون أن تكون الهجرة محدودة، وهو ما يسلط الضوء على التحديات التي يواجهها المجتمع.

وانتقد كناوس الإجراءات السياسية التي اتخذها وزير الداخلية دوبرينت، والتي وصفها بـ "المسرح السياسي". ودعا إلى تعزيز البنية الأمنية على الحدود الخارجية مع زيادة ضباط الشرطة والأسوار بالإضافة إلى تعاون أعمق مع دول ثالثة آمنة من أجل السيطرة على الوضع بشكل أفضل. كما تناول مشكلة الجدل الأيديولوجي حول الهجرة ودعا إلى منظور إنساني.

الهجرة كاستجابة لتغير المناخ

وبالتوازي مع المناقشات الاقتصادية والاجتماعية حول الهجرة، يعد تغير المناخ أيضًا موضوعًا ذا صلة. وفقاً لخدمة التكامل الإعلامية، فإن تغير المناخ يعرض سبل عيش العديد من الناس في جميع أنحاء العالم للخطر. إن حالات الجفاف والفيضانات ونقص الغذاء ليست سوى بعض من العواقب المدمرة التي يمكن أن تدفع المهاجرين إلى مغادرة منازلهم. ومع ذلك، فإن الهجرة ليست نتيجة تلقائية لتغير المناخ، حيث تلعب العديد من العوامل المهنية والاجتماعية والسياسية دورًا أيضًا.

إن توقعات الهجرة المرتبطة بالمناخ غير مؤكدة، وتشير التقديرات إلى احتمال نزوح ما يصل إلى 216 مليون شخص داخليا بحلول عام 2050. ويؤثر هذا بشكل خاص على مناطق مثل أفريقيا جنوب الصحراء الكبرى وجنوب وجنوب شرق آسيا، حيث غالبا ما يكون الناس فقراء ولا تتاح لهم الفرصة للهجرة. تعد القدرة على التكيف مع التغير البيئي وما يقابلها من تدابير سياسية أمرًا بالغ الأهمية لدعم الأشخاص المتضررين من عواقب تغير المناخ.

ولا تزال هناك مشكلة ملحة تتمثل في قلة الحماية القانونية للأشخاص الفارين بسبب التغيرات البيئية. وقد طرح مجلس الخبراء المعني بالاندماج والهجرة مقترحات مثل جواز السفر المناخي وتأشيرة العمل المناخي لمعالجة هذا الوضع.

وبشكل عام، من الواضح أنه لا يمكن تجاهل الجوانب الاقتصادية للهجرة وتأثيرات تغير المناخ في المناقشة السياسية. ويجب أن يكون النقاش على مستوى موضوعي من أجل إيجاد حلول مستدامة وإنسانية.