اقتصاد روسيا على حافة الهاوية: وزير يحذر من ركود وشيك!
وزير الاقتصاد الروسي يحذر من ركود وشيك. وقد يؤدي الإنفاق السياسي والعسكري إلى تفاقم الوضع.
اقتصاد روسيا على حافة الهاوية: وزير يحذر من ركود وشيك!
لقد اضطرت القيادة السياسية في روسيا على نحو متزايد إلى إصدار رسائل مزعجة بشأن حالة الاقتصاد الوطني. وحذر وزير الاقتصاد مكسيم ريشيتنيكوف من أن الأسواق الروسية على وشك الركود. ووصف الوضع الاقتصادي الحالي بأنه تباطؤ كبير وأعرب عن مخاوف خاصة بشأن الانهيار الوشيك في الاستثمار. وفي هذا السياق، تتزايد الانتقادات الموجهة للسياسة النقدية التي ينتهجها البنك المركزي. وأوضح ريشتنيكوف أن سعر الفائدة الحالي البالغ 20 في المائة لا يحفز رواد الأعمال على القيام بالاستثمارات اللازمة. وخفض البنك المركزي مؤخرا سعر الفائدة الرئيسي من 21 إلى 20 بالمئة بهدف تحفيز الاقتصاد، لكن دون تحقيق أي نجاح يذكر.
بالإضافة إلى ذلك، أفادت صحيفة جنوب ألمانيا ، أن توقعات الاستثمارات في الربعين الثالث والرابع متشائمة في الغالب لأنه من المتوقع أن تتخلف عن مستوى العام السابق. ودافعت إلفيرا نابيولينا، رئيسة البنك المركزي، عن نفسها ضد الاتهامات بسياسة نقدية غير صحيحة واعترفت بأن الصعوبات الاقتصادية ترجع جزئيا إلى استنفاد العديد من الموارد. وعلى الرغم من العقوبات والتوترات الجيوسياسية، فقد نما الاقتصاد الروسي على مدى العامين الماضيين على أساس برامج استبدال الواردات، وكان يعتمد بشكل كبير على أموال صندوق الرخاء بالإضافة إلى احتياطيات رأس المال الموجودة في النظام المصرفي.
الوضع الحرج لمالية الدولة
يوضح الخبراء الاقتصاديون أن الاقتصاد الروسي يعاني حاليًا من مشاكل كبيرة في الميزانية. ويدرك الرئيس فلاديمير بوتين هذه التحديات ويخطط لزيادة الإنفاق العسكري لتحقيق الاستقرار في الاقتصاد. وتهدف الخطة إلى زيادة الميزانية العسكرية بنسبة 22% إلى إجمالي 13.2 تريليون روبل لعام 2025. وتنص الخطة على أن الإنفاق العسكري سيمثل 40% من إجمالي الإنفاق الحكومي، مما يعني أن المجالات الأساسية الأخرى مثل التعليم والرعاية الصحية والسياسة الاجتماعية يجب أن تأخذ خطوة كبيرة إلى الوراء.
لا يوجد حاليا سوى عدد قليل من شرايين الحياة لتحقيق استقرار الاقتصاد. وفقا ل فرانكفورتر روندشاو وحذر الخبراء من أن حلول بوتين مؤقتة فقط، وأنه بدون الصراع المستمر في أوكرانيا، يمكن أن تنزلق روسيا على الفور إلى الركود. وحذر أوليفر كيمبكينز، المدير السابق في سبيربنك، من أن النهاية المفاجئة للحرب في أوكرانيا يمكن أن تؤدي إلى انهيار اقتصادي. وتقييمه هو أن الاقتصاد الروسي لن ينزلق إلى الركود قبل عام 2027، وهي توقعات تأخذ في الاعتبار تأثير العقوبات الغربية واحتمال رفعها عندما ينتهي الصراع.
الإنفاق العسكري وعواقبه
ويثير اعتماد الاقتصاد الروسي على الصراع الأوكراني تساؤلات إضافية. ويخشى الاقتصاديون أن تبقى روسيا في حرب طويلة الأمد لأسباب اقتصادية للحفاظ على الاستقرار الحالي. ويدعم الإنفاق الحكومي المرتفع الاقتصاد حاليًا، لكنه يمنع في الوقت نفسه حدوث تباطؤ في القطاعات المتضررة. وقد يؤدي هذا الوضع إلى زيادة عدم الاستقرار الحالي إذا انتهى الصراع.
ويوضح الوضع في روسيا أنه على الرغم من توافر الموارد والإرادة السياسية الواضحة لتحقيق الاستقرار، فإن التغلب على التحديات الاقتصادية أمر صعب. وقد يتطلب المسار إلى الأمام نموذجاً جديداً للنمو لمواجهة مخاطر الركود التي تلوح في الأفق.