الدولار الأمريكي تحت الضغط: ماذا يعني هذا بالنسبة للاقتصاد العالمي!
تؤثر السياسة الاقتصادية الأمريكية في عهد ترامب على الدولار والنظام النقدي العالمي. ما هي العواقب؟
الدولار الأمريكي تحت الضغط: ماذا يعني هذا بالنسبة للاقتصاد العالمي!
يواجه الاقتصاد العالمي تغيراً عميقاً مع تعرض الدولار الأمريكي، المعروف منذ فترة طويلة بأنه العملة الاحتياطية المهيمنة، للضغوط. وفقا لتقرير حديث صادر عن الزئبق وخسر الدولار ما يقرب من 10% من قيمته خلال الاثني عشر شهرًا الماضية، ويبلغ حاليًا 1.17 دولارًا أمريكيًا مقابل يورو واحد. ويتشكل هذا التطور إلى حد كبير من خلال السياسة الاقتصادية في عهد دونالد ترامب، والتي تتميز بفوضى التعريفات الجمركية وارتفاع الدين الوطني.
وتبلغ ديون الولايات المتحدة الآن 36.6 تريليون دولار، ومن الممكن أن ترتفع بمقدار 3 تريليون دولار أخرى بحلول عام 2034. وقد يؤدي ضعف الدولار إلى تعزيز الصادرات مع انخفاض تكلفة المنتجات الأميركية في الخارج، ولكنه في الوقت نفسه من شأنه أن يجعل الواردات أكثر تكلفة ويعرض القدرة التنافسية للشركات الأميركية للخطر. زد دي إف تشير التقارير إلى أن المستثمرين يستثمرون بشكل متزايد في الذهب بسبب حالة عدم اليقين، مما أدى بالفعل إلى ارتفاع أسعار المعدن الثمين.
التأثير العالمي لوضع الدولار
ولم تؤد الأزمات الجيوسياسية والسياسات الاقتصادية الحمائية التي تنتهجها حكومة الولايات المتحدة إلى إضعاف الدولار فحسب، بل إنها هددت أيضاً احتمالات الاستقرار. دعت كريستين لاغارد إلى دور أقوى لليورو في النظام النقدي الدولي. وقد يؤدي هذا إلى مواجهة تراجع محتمل في نفوذ الدولار. ويؤيد رئيس البنك المركزي الصيني أيضًا نظام عملة متعدد الأقطاب مع الرنمينبي، الأمر الذي يدعو أيضًا إلى التشكيك في موقف الدولار.
كما أن انخفاض قيمة الدولار له عواقب مباشرة على التجارة العالمية. وهذا يجعل العطلة في الولايات المتحدة أرخص بالنسبة للسياح الأوروبيين لأنهم يحصلون على المزيد من الدولارات مقابل أموالهم. وفي الوقت نفسه، يجد المتسوقون عبر الإنترنت من مختلف البلدان المنتجات الأمريكية جذابة بسبب ضعف الدولار. ولكن يجب أيضًا أخذ الرسوم الجمركية المرتفعة وتكاليف الشحن في الاعتبار.
التحديات والرؤى الاقتصادية
إن التحدي الذي تفرضه سياسة ترامب التجارية والجماركية ملحوظ بشكل خاص بالنسبة لشركات التصدير الألمانية الأصغر حجما. ومن الممكن أن يؤثر ارتفاع تكاليف الاستيراد نتيجة لضعف الدولار على القدرة التنافسية للسلع الألمانية في السوق الأميركية، في حين قد تؤدي الواردات الأميركية الأرخص في الوقت نفسه إلى الحد من التضخم في أوروبا.
ومن الممكن أن يرتفع الدين الوطني الأميركي إلى 130% على الأقل من الناتج المحلي الإجمالي بحلول عام 2034. ويتطلب هذا إصدار سندات حكومية بأسعار فائدة مرتفعة من أجل تمويل الدين الجديد. وفي بيئة حيث الظروف التنافسية تتغير بسرعة، فإن الوضع الخاص الذي يتمتع به الدولار باعتباره العملة المهيمنة قد يتلاشى في المستقبل القريب، الأمر الذي يسمح للعملات البديلة باكتساب النفوذ.
وبشكل عام، هناك دلائل تشير إلى احتمال زعزعة استقرار النظام النقدي العالمي، والذي لا يزال الدولار يلعب فيه الدور المهيمن حالياً. ولا يزال المستقبل غامضا مع استجابة الأسواق العالمية لتأثير هذه الاضطرابات الاقتصادية العميقة.